سعود بهوان في ذمة الله |
انتقل إلى جوار ربه فجر أمس الشيخ سعود بن سالم بن عبدالله بهوان المخيني رئيس مجموعة سعود بهوان عن عمر يناهز الـ (68) عاما إثر مرض عضال، حيث فارق المغفور له بإذن الله تعالى الحياة في أحد المستشفيات الفرنسية، بعدما دخل في غيبوبة قبل ثلاثة أيام. وأعلنت مجموعة شركة سعود بهوان أن جثمان الفقيد سيصل إلى السلطنة صباح اليوم ـ الخميس ـ حيث سيصلى عليه صلاة الجنازة في مسجد أبي بكر الصديق بالوطية، ثم يٌنقل الجثمان إلى مقبرة العامرات حيث سيوارى الثرى هناك، وسيتم تلقي التعازي في مسجد أبي بكر الصديق.
وقال بيان صحفي للمجموعة: إن جميع مكاتب وأقسام وأفرع مجموعة سعود بهوان سوف تظل مغلقة في الفترة من الأربعاء 20 أغسطس إلى يوم الأحد 24 أغسطس الجاري.
ومما يشار إليه، إن شخصية المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ سعود بن سالم بهوان تجسدت فيها كلٌ من الشجاعة والتصميم فقد بدأ المغفور له حياته العملية في سن التاسعة على أحد القوارب الخشبية لنقل البضائع إلى هنا وهناك ولاقى خلال هذا العديد من الصعوبات الكبيرة لكنه تخطاها وخطوة بخطوة نال سمعة بأن لديه حساً تجارياً خاصاً وليس أدل على هذا من أنه قد دخل عالم الشركات الكبيرة منذ ما يزيد قليلاً على 30 عاماً - وهي مدة ليست بالكبيرة في عُرف التجارة و الأعمال - غير أنه سرعان ما أصبح في الصدارة بفضل ديناميكيته وحنكته التجارية فانتقل من نجاح لنجاح ومن إنجاز لآخر في عدد كبير من المجالات حتى أصبحت مجموعة سعود بهوان من أكبر المؤسسات التجارية في السلطنة وأكثرها نجاحاً وأصبحت المبيعات السنوية للمجموعة تزيد على 2 مليار دولار ويعمل بها 6700 محترف في مختلف المجالات لتضع بذلك معايير جديدة تُحتذى للتميُّز.
ولم يتوقف الأمر على الجانب التجاري فقط فهناك الجانب الإنساني في شخصية المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ سعود بن سالم بهوان حيث إن له العديد من المبادرات الرائدة في رعاية الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة وغيرها من القضايا والمشروعات الاجتماعية الأخرى، وقد ولد الشيخ الراحل في مدينة صور من اسرة تشتهر بالتجارة وله ولدان وثلاث بنات.
سعود بهوان.. مشاريع خيرية تعبر عن حب الوطن
عاش الشيخ سعود بهوان ـ رحمه الله ـ على مدى عمره يقدم الخير للجميع وطالت اعماله الخيرة الكبير والصغير فقام بإنشاء مؤسسة سعود بهوان للاعمال الخيرية ليضمن استمرار هذه الاعمال فكانت هناك من المبادرات الخيرة الكثيرة التي جسدت مدى المحبة والاعتزاز الذي يكنه ـ رحمه الله ـ لابناء وطنه وامته.
وقد بادر ـ رحمه الله ـ شخصيا بتنفيذ الكثير من المشاريع لصالح الفقراء وتنوعت هذه الاعمال التي طالت مختلف مناطق وولايات السلطنة ومنها على سبيل المثال دعم وإعادة وتأهيل وتدريب الاطفال ذوي الإعاقة الخاصة وانشاء مدرسة تعنى بالاطفال المكفوفين وتمويل وانشاء دار للايتام وتوزيع الغذاء على الاسر الفقيرة وطلاب المدارس والمحتاجين وتوفير الالاف من اجهزة التكييف وبرادات المياه لجميع مدارس السلطنة وانشاء العديد من المراكز والمرافق الطبية المتخصصة اضافة الى توفير منح دراسية داخلية وخارجية للطلبة الذين ينتمون لاسر الضمان الاجتماعي او ذوي الدخل المحدود وتقديم المساعدات المالية للمحتاجين ومساعدة النساء الفقيرات والمحتاجات حتى يتمكن من إعالة أنفسهن ومن هذه المشاريع التي هي غيض من فيض.
تمويل المنازل
تقوم مؤسسة الشيخ سعود بهوان بتمويل عدد كبير من المنازل لاسر الضمان الاجتماعي وذوي الدخل المحدود بالاضافة الى اعادة تأهيل المنازل وصيانتها ومن ضمن هذه المساهمات ما قامت به المجموعة مؤخرا بتمويل اقامة (500) منزل متكامل في عدد من مناطق وولايات السلطنة بتكلفة اجمالية قدرها اربعة ملايين ريال عماني في مناطق صور وتوابعها والتي تشمل 220 منزلا وولايات منطقة الباطنة 136 منزلا وولاية جعلان بني بوعلي منطقة (الخويمة) 30 منزلا وولاية جعلان بني بوحسن منطقة (القرون) 15 منزلا وولاية محوت منطقة (فلم) 20 منزلا وولاية الكامل والوافي منطقة (وادي تال) 15 منزلا وولاية القابل 4 منازل وولايات محافظة مسقط 30 منزلا وولاية مصيرة 15 منزلا وولاية ادم 5 منازل وولايات اخرى 10 منازل. وتم تقسيم المشروع الى 3 اجزاء وبنظام المجموعات.
قرية محمد الأمين للأطفال الأيتام
قرية محمد الأمين للأطفال الأيتام أحد المشاريع التي قامت مؤسسة سعود بهوان للأعمال الخيرية بإنشائها وهو مشروع خيري يجيء تنفيذه مدعوما بتبرع سخي من الشيخ سعود بن عبدالله المخيني، رئيس مؤسسة سعود بهوان الخيرية، وهو مشروع يخدم الطفولة بصورة عامة والأطفال الأيتام بصورة خاصة ويهدف إلى خدمة الوطن والمواطن.
ومنذ عام 1998م بدأ الشيخ سعود بهوان يولي اهتمامه الخاص بدار رعاية الطفولة، التي تديرها وزارة التنمية الاجتماعية وكانت تضم 20 طفلا، وقد بادر بتقديم التمويل المالي اللازم لإتاحة الفرصة للوزارة لزيادة عدد الأطفال في هذه الدار تدريجيا. وبحلول عام 2006م كان في هذه الدار حوالي 100 طفل وعندها جاءت للشيخ سعود بهوان فكرة إنشاء دار جديدة للأيتام في السلطنة بتمويل كامل من قبله تبنى على أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في هذا المجال وتدار من قبل وزارة التنمية الاجتماعية، وقد وجد فريق من وزارة التنمية الاجتماعية ومؤسسة سعود بهوان للأعمال الخيرية أن القرية تدير أكبر عدد ممكن من دور الأيتام في جميع أنحاء العالم وهي النموذج الأفضل للعناية والاهتمام بالأطفال بهدف دمجهم ليكونوا فاعلين في المجتمع. لذا فقد جاء القرار المشترك لاختيار نموذج قرية كإطار مبدئي من أجل تصميمها لتلبي متطلبات وعادات وتقاليد السلطنة.
والمشروع يحظى بأولوية قصوى وأهمية خاصة من قبل الشيخ سعود بهوان فهو ملتزم بضمان نجاحه ليصب كل ذلك في مصلحة وفائدة أطفالنا الصغار.